نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 135
وقفة مع قرائة: لِأَهَبَ لَكِ
اتّضح أنّ الملك جبرائيل: قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً.
قلت: لا ريب أنّ هذه القرائة: لِأَهَبَ لَكِ مجزئة لكلّ مسلم، سنّي أو شيعي؛ لانعقاد الإجماع المحقق بين السنّة والشيعة، على جواز التعبّد في الصلاة، وفي غير الصلاة، بالقراءات المشتهرة زمان الأئمّة :، ومصداقها التام، القراءات السبع، للقرّاء السبعة المعروفين: عاصم الكوفي، ونافع المدني، وابن عامر الدمشقي، وأبو عمرو البصري، والكسائي النحوي، وابن كثير المكّي، وحمزة الزيّات الكوفي. بل العشر بإضافة أبي جعفر يزيد بن القعقاع (128هـ)، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي (205هـ) ، وخلف بن هشام البغدادي البزاز (229هـ).
قال الإمام أبو بكر النيسابوري (381هـ) : قرأ أبو عمرو، ويعقوب، ونافع برواية ورش، والحلواني عن قالون: قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ... لِيَهَبَ لَكِ غُلَامًا بالياء. وقرأ الباقون: لِأَهَبَ بالألف([199]).
وقال الإمام السنّي السمرقندي ما نصّه (373هـ) : قرأ أبو عمرو ، ونافع في إحدى الروايتين : لِيَهَبَ لَكَ بالياء، وقرأ الباقون : لِأَهَبَ لَكِ بالألف. فمن قرأ : لِيَهَبَ، فمعناه: ليهب الله تعالى لك.
ومن قرأ : لِأَهَبَ لَكِ يكون فيه مضمر، ومعناه: إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ فقال: لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا يعني: قال ربك، وهذا اختيار أبي عبيدة، وهو موافق لخط المصاحف([200]).
[199] المبسوط في القراءات العشر للنيسابوري (ت: سبيع حمزة): 288. مجمع اللغة العربيّة، دمشق.