responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 130

قال الإمام البغوي: قوله تعالى: قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يعني: جبريل، يا مريم إنّ الله اصطفاك: اختارك، وطهرك، قيل: من مسيس الرجال، وقيل: من الحيض والنفاس، قال السدي: كانت مريم لا تحيض. وقيل: من الذنوب، واصطفاك على نساء العالمين، قيل: على نساء عالمي زمانها، وقيل: على جميع نساء العالمين في أنها ولدت بلا أب ولم يكن ذلك لأحد من النساء([193]).

فهذا المجموع من الاصطفاء الأول، والتطهير، والاصطفاء الثاني على سيادة العالمين، وتكليم الملائكة لها بالبشرى؛ أنّ ابنها سيد المرسلين، وبما قضى الله تعالى لها من الغيب وغير ذلك، ممّا يحيل الشرع وقوعه لغير المعصوم ..

وهذا هو أحد أدلّة الشيعة على إمكانيّة نزول جبرائيل نزولاً خاصّاً على غير الأنبياء من الأوصياء وبقيّة المعصومين ، وفاطمة صلوات الله عليها من المعصومين؛ فأقل ما يقال أنّ فاطمة كمريم (س)، وقد تواتر عن النبي أنّ: «فاطمة سيّدة نساء العالمين» أو: «سيّدة نساء أهل الجنّة » ولا أقل من المساواة.

الرابع: المعجزة.

قلت: مولاتنا مريم بذاتاها معجزة، فكيف ببعض أحوالها صلوات ربّي عليها؛ قال الله تعالى: إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ([194]).


[193] تفسير البغوي (ت: عبد الرزاق مهدي) 1: 438. دار إحياء التراث العربي، بيروت.

[194] سورة آل عمران 35-37.

نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست