نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 131
ففي الآية مجموعة من العقائد – بما هي مجموع - يحيل الشـرع أن تقع لغير معصوم، ومن ذلك النص عليها تعييناً بالاسم، وأنّه تعالى تقبلها بقبول حسن، وأنبتها نباتاً حسناً، منزلاً عليها الرزق الخاص في خلواتها المقدّسة، وهذا منذ أن كانت طفلة عليها الصلاة والسلام، لإطلاق الظرف في قول الله تعالى: )كلّما دخل زكريا عليه المحراب... ( ولقد أجمع الناس أنّ النذر بأن تكون في المحراب قد تعلّق بمريم منذ صغرها؛ كما هو صريح قول الله تعالى: إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي وأكثر ما يحتمل من عمرها المقدّس للوفاء بالنذر تسع سنين وإن كان الأقل هو الأظهر من الآية..
ومن أعجب العجب عند البعض ، قولها لزكريّا (س) القائل: يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ([195]).
يقول الشيعة: لا عجب؛ فمثل هذه الخطابات محمولة على إظهار الفضل، وإعلان القدسيّة أمام الخلائق، بطريقة بالاستنطاق والتقرير، وإلاّ فليس بزكرياً، وهو سيد الخلق في زمانه، بالذي يجهل من أين يأتيها الرزق، لكن ليلقم الجاحدين الحاسدين من بني إسرائيل الحجر.
والاستنطاق والتقرير، من أبرع طرائق الأنبياء في التبليغ عن الله تعالى وإظهار إرادته المقدّسة سبحانه.