نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 10
نصّ الإمام الجرجاني (816هـ)
قال الإمام الحنفي، أبو الحسن عليّ بن محمد ، الشريف الجرجاني (816هـ) :
ذهب الحكماء إلى أنّ النبيّ عليه السلام من كان مختصّاً بخواص ثلاث :
الأولى : أنْ يكون مطّلعاً على الغيب ؛ لصفاء جوهر نفسه ، وشدّ اتّصاله بالمبادىء العالية ، من غير سابقة كسب وتعليم وتعلّم .
الثانية : كونه بحيث يطيعه الهيولي العنصريّة ، القابلة للصور المفارقة ([3]).
الثالثة : أن يشاهد الملائكة على صور متخيّلة([4]) ، ويسمع كلام الله سبحانه وتعالى بالوحي.
قلت : وربما اعترض على آحادها ، أمّا على مجموعها -بما هي مجموع- فلقد قال الشريف الجرجاني عقيب ذلك : فلا اعتراض([5]) .اهـ.
لكن نتسائل : ماذا لو ثبتت هذه الخواص الثلاث ، ثبوتاً تكوينياً لدنيّاً ؛ أفاضها الله تعالى على من اصطفاهم من غير الأنبياء عليهم السلام ؟!!
قلنا : تعيّن القول أنّهم كالأنبياء عليهم السلام في العصمة والسيادة والتكوين ، دون النبوّة والرسالة .>
[3] الصور المفارقة هي العقول المحضة ، وهي منزهة عن الأجسام والأبعاد والمواد ؛ لذلك سميت مفارقة .
ومقصود الجرجاني من هذا هو ولاية التكوين في الأشياء العنصريّة ؛ كحنين الجذع واخضرار الأرض الجرداء بمجرّد أن يطأها الخضر صلوات الله عليه وغير ذلك .
[4] ليس المقصود من التخيّل هيهنا : التوهّم وما لا واقع له ، وإنّما ما يحصل بعد تجرّد النفس لتكون علويّة قدسيّة مفارِقة، متصّلة بعالم الغيب ؛ فيرى ما لا يُرى كالملائكة والجنّة، ويسمع ما لا يُسمع كتسبيحهم، ويعلم ما لا يُعلم.
[5] مطالع الأنظار شرح طوالع الأنوار : 199. دار الكتب .
نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 10