نام کتاب : المختار الثقفي نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 71
وخرج المختار في عشرين ألفاً حتى وقف بإزائهم، وهم فيما بين الجسر إلى نهر البصريين ، وزحف مصعب ومن معه فوافوهم مع الليل، ولم يكن بينهم حرب، فأرسل المختار إلى أصحابه حين أمسى، أن لا يبرحنَّ أحد منكم موقفه ، حتى تسمعوا منادياً ينادي يا محمد، فإذا سمعتم، فاحملوا على القوم.
واقتلوا من لم تسمعوه منادياً ينادي يا محمد، ثم أمهل، حتى إذا حلق القمر واتسق ، أمر منادياً فنادى: يا محمد، ثمّ حملوا على مصعب وأصحابه فهزموهم، ودخلوا عسكرهم، فلم يزالوا يقاتلونهم حتى أصبحوا، وأصبح المختار وليس عنده أحد له ذكر غير عشرة فوارس، وإذا أصحابه قد وغلوا جميعاً في أصحاب مصعب، فانصرف المختار منهزماً ، فأغذ السير حتى أتى الكوفة، فدخل القصر ، ورجع أصحاب المختار حين أصبحوا حتى وقفوا موقفهم فلم يروا المختار، وقالوا: قد قتل، فهرب منهم من أطاق الهرب، واختفى الباقون ، وتوجه منهم ثمانية آلاف إلى الكوفة، فوجدوا المختار في القصر فدخلوا معه .
وأقبل مصعب حتى خندق على سدة القصر والمسجد، وحصرهم أشد الحصار، فخرج المختار يوماً على بغلة شهباء، فقاتلهم في الزياتين([70]) فقتلوه.
وطلب أهل القصر الأمان من مصعب فآمنهم، وفيهم سبع مائة من العرب وسائرهم من الموالي والعجم، فأراد قتل هؤلاء، وترك العرب فقيل له: