نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 65
مناقشة الدليل النقلي
استدل
البصري على قوله : الوصية لا يدعيها إلا صاحبها بآية ورواية
، لا توصلان إلى ما يرمي إليه ولا تثبتان ما يدعيه ، تفصيل ذلك :
أ
ـ أمّا الآية [ ولو تقول علينا بعض
الاقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ] فلا علاقة لها بما أراده لها
، لأنّ مورد القاعدة هو في مرحلة ما قبل ثبوت حجية الحجة ، بينما مجرى الآية وموردها
هو في تقوّل من ثبتتْ نبوّته .
وببيان آخر : لو أخذنا النبي الخاتم
(صلى الله عليه وآله ) كمثال على ما نحن فيه باعتباره هو المقصود بالآية ، فلا
ينبغي الخلط بين مرحلتين في جانب نبوته :
1ـ مرحلة اثبات أصل نبوته وحجيته من
خلال جريان المعجزة على يده مثلاً .
2ـ بعد ثبوت صدقه وحقانية دعوته تثبت
وحيانية جميع النصوص الصادرة منه وهذا هو ما ترمي إليه الآية .
فبعد أن انهى النبي المرحلة الأولى
مع قومه بأن اتثبت لهم نبوته شككوا في صدق بعض ما نقله عن ربه ومن أمثلة ما شككوا
فيه مسألة النص على إمامة وولاية أمير المؤمنين فَأَنْزَلَ
اللَّهُ بِذَلِكَ قُرْآناً، فَقَالَ: إِنَّ وَلَايَةَ عَلِيٍّ تَنْزِيلٌ مِنْ
رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا مُحَمَّدٌ بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا
مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ([78])
ونظير هذا اللون من
الإعتراض والتشكيك من بعض المنافقين ما نزل فيه قوله تعالى : { سَأَلَ سَائِلٌ
بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }([79])
فلما بلَّغ رسول الله (صلى الله عليه وآله ) غدير خم ما بلَّغ، وشاع ذلك في البلاد
، أتى الحارث بن النعمان الفهري (أو جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري )
فقال:
يا محمد!
أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إلَه إلا الله وأنك رسول الله، وبالصلاة، والصوم،
والحج، والزكاة، فقبلنا منك. ثم لم ترض بذلك، حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا
وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا شيء منك أم من الله؟!
فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: والله الذي لا إلَه إلا هو، إنَّ هذا من الله.
فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً
فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إليها حتى رماه الله
بحجر، فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله ، وأنزل الله تعالى : سأل سائلٌ بعذابٍ
واقع ([80])
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 65