نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 63
كاشفية النص والمعجز عن حقانية المدعي :
نظراً
لما قد يوجبه كلام أحمد اسماعيل من التباس وتشويش في هذا المجال وبمناسبة الحديث
عن حكم العقل نقرر ما عليه الإمامية في المسألة انطلاقاً من حكم العقل بالقول :
إنّ
تعيين حجة الله تعالى وطريق معرفته وثبوت حقانية الواسطة بين الخلق والخالق وصدق
دعوى مدعي السفارة الإلهية ؛ يتمُّ من خلال النص عليه أو قيام المعجزة على يديه .
قال
العلامة الحلي :
قالت الإمامية : لا طريق إليها إلا النص بقول النبي أو الإمام المعلومة إقامته
بالنص أو بخلق المعجز على يده ([75])
فما
المقصود من النص ؟!
وجوابه
باختصار هو : كل ما يعيّن شخص الإمام بحيث يستحيل انطباقه على غيره ، ويحصل هذا
التعيين من قِبل من ثبتت وساطته عن الله تعالى ، ومثاله الأوضح لدى سائر المسلمين
: حديث الغدير، فلم يكتف النبي بالقول في علي من كنت مولاه فعلي مولاه
وإنما أحضره ورفع يده وشخص ذاته ونصبه عَلَماً بين الناس ، وهو ما يعبر عنه
في كتب الكلام بالنص الجلي وفي متون الروايات بالوصية الظاهرة ، وسيأتي التفصيل
أكثر عن هذه الجزئية تحديداً في نقد المقدمة الرابعة ، والوجه العقلي في اعتبار
النص بالنحو المتقدم واضحٌ بعد الإلتفات إلى أننا بصدد التحقق من اثبات أعظم منصب
يدعى على الاطلاق !
وفي
فرض افتقاد هذا الشكل من النص أو صرنا بصدد اثبات حقانية الناص فإنّ سلسلة نص
السابق على اللاحق تنقطع وتنتهي بالمعجزة وإنما يكون الاعجاز دليلا على صدق
المدعي ، لان المعجز فيه خرق للنواميس الطبيعية ، فلا يمكن أن يقع من أحد إلا
بعناية من الله تعالى ، وإقدار منه ، فلو كان مدعي النبوة كاذبا في دعواه ، كان
إقداره على المعجز من قبل الله تعالى إغراء بالجهل وإشادة بالباطل ، وذلك محال على
الحكيم تعالى ، فإذا ظهرت المعجزة على يده كانت دالة على صدقه ، وكاشفة عن رضا
الحق سبحانه بنبوته ([76])
ومن هنا يمكن اطلاق النص على المعجز أيضاً غاية الأمر أنّه نصاً تكوينياً ، لا
لفظياً قولياً كما هو حال الأول ، وكلاهما يشتركان في الكشف عن رضا الله تعالى
بنبوة أو إمامة من تحققا فيه ، ولا مشاحة في الاصطلاح .
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 63