نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 62
مناقشة الدليل العقلي :
ما
أسماه احمد اسماعيل دليلاً عقلياً على صحة قاعدته باطلٌ ، لفساد القضيتين المؤلف
منهما :
أما القضية
الأولى : [ وصف اللهُ تعالى على لسان رسوله كتاب الوصية بأنّه عاصم من الضلال
لمن تمسك به ] ففيها مغالطة لا تخفى على من قرأ ما سطرناه سالفا وكشفها بإيجاز
هو :
أنّ ما استدل به
أحمد اسماعيل على دعوته ( رواية الطوسي ) لم يرد فيها وصف العصمة من الضلال ، وما
وصف بالعصمة من الضلال (حديث الثقلين ورواية سليم مثلاً ) لا يتضمن ذكر المهديين
فضلا عن خلوه من اسم أحمد !
ومن ثمّ ننسج على
منوال البصري ونكوّن قضية نقضية معاكسة لدعوته تماماً فنقول :
إنّ وصية رسول
الله المتمثلة بحديث الثقلين أو وصيته ليلة وفاته برواية سليم بن قيس ، موصوفة
بالعصمة من الضلال لمن تسمك به ، وهذا الوصف يجعل من المحال ثبوت صدق أيّ دعوة
خارجة عن اطارهما ، تزيد على ما فيهما من حجج كفرقة أحمد اسماعيل البصري أو تننقص
كالواقفة([70])
مثلاً!
وأمّا القضية
الثانية التي تألف منها استدلاله العقلي على القاعدة وهي أنّ [ لو كان مدعي
الوصيةَ مبطلٌ كاذب لأستلزم إما كذب أو جهل أو عجز الله تعالى عن ذلك كله ]
فتذكرنا بذلك الملحد المستدل بالعدم قائلاً : ولو كان الله موجوداً وعالما وقادرا
لأماتني الآن أمامكم أو لأحيا هذه البعوضة الميتة بيدي !
ولو صحت قضية البصري
فيمكن لمعتوه أن ينسج على منواله فيقول :
مع أنّه خالف غير واحد
هذا الوصف إما بادعاء وقوع التحريف اللفظي علاوة على
المعنوي في القرآن كقول صاحب فيض الباري والذي تحقَق عندي أن التحريفَ فيه
لفظيُّ أيضًا ([73]) أو بصرف
الآيات إلى غير وجهها كصراخ عكرمة منادياً في السوق : أنّ آية التطهير نزلت في
نساء النبي خاصة ([74])
،
فيلزم من هذا أن يكون الله تعالى : إما جاهلاً إن لم يكن يعلم بأقوال هؤلاء ، أو
كاذباً لأنّه وعد بحفظ كتابه أو عاجزاً إن كان يعلم ولا قدرة له على صرفهم عن
ادعاءاتهم هذه ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً .
أقول رداً على
هذه التخرصات : إنّ الله تعالى غير مسؤول عن الاستنتاجات الخاطئة وطرق الاستدلال
المعوّجة بعد أن وهبنا العقل والقدرة على التعلم ، وقد قيل : إذا نزل مؤمن وكافر
إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة ، فإنّ الله لا يحابي الجهلاء !
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 62