نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 61
نقد المقدمة الثالثة : [ نص الوصية لا يدعيه إلا صاحبه ] .
أصّل
أحمد اسماعيل قاعدةً مفادها : أنّ الوصية والنص التشخيصي لا يدعيه غير صاحبه
وطبّـقها على دعوته ليثبت حقانيته من حيث أنّه أدعى وصية رسول الله (صلى الله عليه
وآله ) ليلة وفاته فهو صاحبه !
إنّ هذه
القاعدة تمثل أهمّ ركيزة في دليل دعوة البصري وقد كثّف كلامه عنها وصبّ اهتمامه
عليها ،لأنّها تمثل العمود الفقري لدليل دعوته ، وحاول اثبات صحتها بالعقل والنقل والواقع
كما تقدم .
إنّ
مفاد هذه القاعدة مرفوضٌ جملة وتفصيلاً ، مفهوماً ومصداقاً ، قاعدةً ومورداً ،
أصلاً وفرعاً موضوعاً وحكماً :
أما
موضوعاً ( الوصية والنص ) فلا ينطبق على ما جاء به أحمد اسماعيل لأسباب عديدة :
مرّت بعضها وستأتي الأخرى ، منها : أنه ليس نصاً على عينه وشخصه ، وإنّما هي رواية
ورد فيها لفظ مشترك أحمد ، زعم البصري أنّه هو المقصود به !
وأما
حكماً ( لا يدعيه غير صاحبه ) فلا ينفع شيئاً ، ذلك أنّا لو سألنا مَن يؤمن بهذه
القاعدة كيف نميز بين مدعي الوصية الصادق عن غيره ؟!
فإنّ
جوابهم هو أنّ ضابطة التمييز هو الإدعاء اذ لا يدعيها غير صحابها !
وفساد
هذا الجواب واضحٌ فإنّ الإدعاء شرعة لكل وارد وبامكان كل من اسمه أحمد اليوم زعم
أنّه هو المقصود بما جاء في ذيل خبر الطوسي ، ولسنا في مسابقة لتجعل أسبقية
الإدعاء علامة أحقية المدعي ! والأهم من ذلك أنّ أسبقية الإدعاء تستلزم تكذيب من
ثبت صدقه جزماً وتصديق من ثبت كذبه جزماً فقد ورد : [ ما
خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل كلهم يدعي أنه موسى بن عمران
] .
ولا
نسترسل ببيان ما سيأتي تفصيله لاحقاً ، فإنّ ومحور نقاشنا له هنا يدور حول قاعدته
هذه وأما تطبيقها فسيأتي في نقد المقدمة الرابعة وبعبارة منطقية : بحثنا هنا في
كبرى استدلاله ، وأما صغراه فسيأتي ، وفيما يلي نقد القاعدة
بمناقشة أدلتها الثلاثة :
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 61