نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 34
المطلب الرابع : من هم المهديون ؟!
تضمنت رواية الطوسي الاشارة الى اثني عشر مهديا وهي من هذه الجهة
تشترك مع روايات اخرى تحمل نفس الاشارة وتعرف بـ روايات المهديين
بفارق أنّ روايتنا هذه هي الوحيدة من بين الروايات المشيرة لوصية رسول الله
(صلى الله عليه وآله) المشتملة على ذكر المهديين . وهدف هذا المطلب الأساس هو
الإجابة على السؤال : ما المراد بالمهديين أو من هم ؟
يجدر بنا قبل الإجابة عن هذا السؤال التأكيد على ما سبق بيانه من
أننا غير ملزمين بنحو الإعتقاد التفصيلي بما يجري بعد الإمام المهدي ( عليه السلام
) فضلاً عن الإعتقاد بالمهديين على فرض المغايرة بينهم وبين الأئمة الإثني عشر ،
نعم ، اللازم اعتقاده هو أنّ الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة من جهة ، وأنّ حججَ
الله والأئمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله ) إثنا عشر لا غير من جهة أخرى ،
مضافاً إلى الإيمان بعقيدة الرجعة عموماً ورجعة أهل البيت (عليهم السلام ) لقيام
الأدلة التي تفيد اليقين على تلكم العقائد وقد تقدم بعضها ولا يسع المقام لعرض
التفاصيل ، وعليه وبناءً على هذا الأصل ، فما نذكره من بيان للمراد من
المهديين يندرج ضمن اطار المعرفة النظرية التفصيلية بناءً على ما ورد في
الأخبار ، ولولا الرد على الدعاوى الباطلة ما اضطررنا للدخول في بيان ذلك ، فإنّ
تم البيان وأحكم وأفاد العلم وانسجم مع ما قلناه سيما حصر الأئمة باثني عشر فبها
وإلا فالعض بالنواجذ على العقائد والأصول الثابتة جزماً كالتي مرتْ .
بعد هذه المقدمة نشرع ببيان المقصود من المهديين في
الأخبار عموماً وفي رواية الطوسي على وجه التحديد فنقول :
إنّ المهديين هم الأئمة
وذوات المهديين هي عين ذوات الأئمة الإثني عشر من أهل البيت ، أولهم علي وآخرهم
المهدي (عليهم السلام ) ، ووجه الاختلاف والتعدد في العنوان : ( أئمة –
مهديين ) مع أنّ المعنْونَ واحدٌ ، هو التعدد والاختلاف المرحلي لحياتهم
الاستخلافية وملاحظة الإنتقال من شأنيتهم للحكم واستحقاقهم لإقامة دولة العدل
الإلهي إلى فعلية التصدي للحكم بعد رجعتهم (عليهم السلام ) ، وبناءً عليه تكون
روايات المهديين مشيرة إلى رجعة أئمة أهل البيت وكرتهم للدنيا بعد موتهم من ناحية
وإلى أنّهم سيحكمون بعد الظهور الشريف من ناحية أخرى ، وستأتي كلمات جملة من
العلماء الذين عبّروا عن هذا الرأي بعبارات متعددة .
وبالتحليل نخلص إلى أنّ للإثني عشر بعد النبي وقبل القيامة مرحلتين :
1ـ ما بعد النبي وقبل الظهور الإمام المهدي (عليه السلام ) وهي مرحلة
ما قبل ظهور دولتهم المرتقبة _ دولة العدل الإلهي .
ولا شك في ثبوت إمامتهم فيها وإن أزيلوا عن مراتبهم التي رتبهم الله
فيها ولم يتصدوا للحكم لكنّ هذا لا يخدش قيد أنمة بإمامتهم فإنّ أبراهيم الخليل
(عليه السلام ) إمامٌ بنص القرآن الكريم { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة : 124] ولم يكن على رأس السلطة التنفيذية آنذاك .
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 34