نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 30
المقطع
الخامس : [ سماك الله تعالى في سمائه :
علياً المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي
، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك ]
في هذا الشطر من الرواية إشكال يتبين بالإلتفات إلى الأمور التالية
:
أولاً : أحد الأسماء المستعملة في شخص أمير المؤمنين هو
المهدي وهذا بحد ذاته لا إشكال فيه ، فلا شك في أنّ جميع الأئمة
مهديون بل ورد مثل هذا الاستعمال في الأخبار .
ثانياً : يتضمن المقطع حكماً ينص على عدم صحة استعمال ما اطلق فيه
من أسماء على غير أمير المؤمنين وهو حكم يشمل جميع الأسماء بما في ذلك
المهدي فإنّ الجمع المحلى بالألف واللام أعني لفظ الأسماء
في النص أعلاه ؛ يفيد العموم والشمول، ، وهو حكمٌ وجيه في تلكم الاسماء الواردة في
المقطع سيما أمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم
ولكنه مشكل في الأخير ، وبيانه في الأمر الثالث .
ثالثاً : من البديهي جداً أنّ هذا الإسم المهدي
يطلق ويستعمل في غير أمير المؤمنين سيما في إمامنا الثاني عشر (عليه السلام) بل
نفس الرواية استعملته في غير الأمير اذ جاء في آخرها : له ثلاثة
أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث: المهدي
فيقع التنافي بين صدر الخبر وبين آخره !
اللهم إلا أن يدفع هذا التنافي بتخصيص عموم الحكم ، بيانه اجمالاً :
حيث أنّا علمنا صحة تسمية كل واحد من أئمة أهل البيت بالمهدي من
الأخبار بل ومن نفس هذا الخبر أيضاً ، وعلمنا أيضاً من النصوص الأخرى اختصاص تلكم
الأسماء ما خلا المهدي بالإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) من
قبيل ما دلّ على أنّ التسمية بـأمير المؤمنين خاصة به ، فيحتمل حينئذ تخصيص الحكم
الوارد في الرواية : ولا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك ويكون
مفاده : ولا تصح هذه الأسماء ـ ما عدا المهدي ـ لأحد غيرك .
المقطع السادس : [ يا علي : أنت وصيي على أهل بيتي ... ، وعلى
نسائي من ثبّتها لقيتني غداً ، ومن طلّقْتَها فأنا بريء منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة...]
ومورد التعليق هو الجزء الثاني من المقطع ، ومفاده قضيتان :
الأولى : أنّ كلّ واحدة من نساء النبي (صلى الله عليه وآله) ثبّتَها
أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ولم يطلّقْها فإنّها ستلقى النبي (صلى الله عليه
وآله ) يوم القيامة .
الثانية : كلّ منْ طلّقها أمير المؤمنين (عليه السلام) فالنبي (صلى
الله عليه وآله) بريء منها .
وقد ورد في الأخبار ما يشير إلى أنّ علياً (عليه السلام) طلّق عائشة بنت
أبي بكر يوم الجمل ، و لكنّه لم يرد شيء من هذا في حفصة بنت ابن الخطاب ، وعليه
فتدخل حفصة في القضية الأولى من مفاد هذا المقطع وتكون مشمولة بقوله : " من
ثبتها لقيتني غداً .." مع أنّ حال المرأتين واحد عند الشيعة كما لا يخفى
! ويمكن أنْ يكون هذا أمارة على ما سبق نقله عن الحر العاملي
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 30