نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 28
المقطع الثاني : [ أحضر صحيفة ودواة
، فأملا رسول الله وصيته ]
أقول
: لا يتصور من هذا المقطع أو غيره أنّ تدوين الوصية وكتابتها واجب شرعي ، فمضافاً
إلى عدم قيام الدليل على لزوم الكتابة ، فإنّ مما لا ريب فيه أنّ إمامة أهل البيت
تثبت بحديث الدار والغدير والثقلين وغيرها من النصوص المتواترة التي يستدل بها
الشيعة تبعاً لأئمتهم على إمامة أهل البيت و يصدق عليها أنّها وصية النبي بأهل
البيت مع أنّها لم تكتب من قبل رسول الله أو بإملائه ، وسيأتي تفصيل ذلك لاحقاً .
تنقسم
مضامين الروايات التي تشير إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله ) إلى قسمين :
أـ
فقسم يشير إلى وصيته الخاصة لأهل بيته ، وفيها بيان ما سيجري على الأئمة وما
يفعلونه ولا يفعلونه ، وعليها خواتيم يفتح كلُ إمام الخاتم الخاص به ويعمل على
طبقه ، ولا يعلم بكل تفاصيلها أحد غيرهم (عليهم السلام ) إلّا بمقدار ما افصحت عنه
الأخبار ، كما وأنّها لا تتضمن تكليفاً لعامة الأمة ، وقد بوّب الكليني في الكافي
باباً عنوانه : [ أنّ الائمة عليهم السلام لم
يفعلوا شيئا ولا يفعلون الا بعهد من الله عزوجل وأمر منه لا يتجاوزونه ]
وذكر فيه أحاديث تشير إلى هذا المضمون ([26])
فمما جاء في أول حديث من هذا الباب فقال
جبرئيل عليه السلام: يا محمد هذه وصيتك في امتك عند أهل بيتك ...
وفي لفظ آخر هذه وصيتك في إمتك إلى أهل بيتك ([27])
ولا تخفى دلالة هذا التعبير على ما نحن فيه ، فلم يقل : هذه وصيتك إلى أمتك في أهل
بيتك ، لتكون وصية عامة لسائر الأمة يوصي فيها النبي أمته بأهل بيته كما مقتضى
مضمون القسم الثاني .
ب
ـ وقسم آخر : وهو ما اشتمل على نقل مضمون وصيته (صلى الله عليه وآله) ليلة وفاته
لعموم أمته لتأمن به من الضلال لو امتثلت له ، وهو ما أراد كتابته يوم الخميس وحال
دونه ما مرّ عليك ولا دليل على اندراج رواية الطوسي تحت هذا القسم ، بل ثمة رواية
وردت في مصدر سابقٍ على كتاب الغيبة تعد أوضح شاهدٍ لما أراد كتابته النبي ليلة
وفاته وخير ما يمثل وصيته لأمته العاصمة لهم من الضلال ، أعني بها رواية سليم بن
قيس الهلالي في كتابه وسيأتي نصها في المبحث الثاني .
وما
نود قوله بايجاز هو أنّ رواية الطوسي ليست الخبر الوحيد الذي ورد فيه أنه وصية
رسول الله ليلة وفاته وانتظر مزيد بيان لهذا الجانب لاحقاً عند المقارنة بينها
وبين رواية كتاب سليم بن قيس الهلالي في المبحث الثاني إن شاء الله تعالى ، كما
أنّها لم تشتمل على ما يجعلها داخلة في القسم الثاني بحيث تغدو وصية الله لأمته .
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 28