نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 68
جعلت من الاجرام ناقلا للرسالة وحاملا لأعباء النبوة [22] . فتعاليت يا رب ، لقد لطف علمك وجلت قدرتك عن التفسير الا بما دعوت إليه من الاقرار بربوبيتك . وأشهد أن الأعين لا تدركك ، والأوهام لا تلحقك ، والعقول لا تصفك ، والمكان لا يسعك ، وكيف يسع المكان من خلقه وكان قبله ؟ أم كيف تدركه الأوهام ولا نهاية له ولا غاية ؟ ! ! وكيف يكون له نهاية وغاية وهو الذي ابتدأ الغايات والنهايات ؟ أم كيف تدركه العقول ولم يجعل لها سبيلا إلى ادراكه ، وكيف يكون لها سبيل إلى ادراكه وقد لطف عن المحاسة والمجاسة [23] وكيف لا يلطف عنهما من لا ينتقل عن حال إلى حال وقد جعل الانتقال نقصا وزوالا .
[22] الأعباء : جمع العبء - بكسر العين - : الثقل ، وأيضا يجي الأعباء جمعا للعب - بفتح العين - : المثل والنظير . [23] المحاسة كأنها مأخوذة من قولهم : ( محس الدباغ الجلد - من باب منع - محسا ) : دلكه ليلين ودبغه . والمجاسة : المس أو تحديد النظر إلى الشئ كي يتبينه . فالكلام مسوق لتنزيهه تعالى عن كونه جسما وعن مشابهة الأجسام والجسمانيات .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 68