نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 220
ألا وان الآخرة قد أقبلت وآذنت باطلاع . ألا وان المضمار اليوم ، والسباق غدا [43] . ألا وان السبقة الجنة والغاية النار [44] . ألا وانكم في أيام مهل من ورائه أجل ، يحثه العجل [45] فمن أخلص لله عمله في أيام [ مهله ] [46] قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضره أجله ، ومن لم يعمل في أيام مهله ضره أجله ولم ينفعه عمله [47] .
[43] المضمار : الزمان - أو المكان - الذي تضمر فيه الخيل ، وكانت العرب تربطون الخيل وتكثرون ماءها وعلفها حتى تسمن ، ثم تقللون علفها وماءها وتجرونها في الميدان حتى تهزل . وحقيقة التضمير هو العم الثاني لان به يحصل الضمور أي الهزال وخفة اللحم ، وقد يطلق على العمل الأول أيضا . [44] السبقة - بالتحريك - : الرهن والجعل الذي يجعله المتسابقون للسابق أي الذي يتقدم ويسبق عند المسابقة وجري الخيل . والغاية : آخر السير ومنتهى المسى سواء انتهى السائر إليه بالمسرة وطيب النفس أو بالكراهة والمساءة . قال السيد الرضي رضوان الله عليه ، في ذيل المختار : ( 28 ) من النهج : ولم يقل [ عليه السلام ] السبقة النار كما قال : ( السبقة الجنة ) ، لان الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب وغرض مطلوب وهذه صفة الجنة دون النار ، بل قال : ( الغاية النار ) لان الغاية قد ينتهي إليها من لا يسره الانتهاء إليها ومن يسره ذلك ، فهي في هذا الموضع كالمصير والمال ، قال الله تعالى ( قل تمتعوا فان مصيركم إلى النار ) ولا يجوز في هذا الموضع أن يقال : ( سبقتكم إلى النار ! ! ! فتأمل ذلك فباطنه عجيب . أقول : هذا ملخص كلامه زيد في علو مقامه . [45] كذا في الأصل ، ومثله في البداية والنهاية غير أنه قال : ( من ورائها ) . والمهل والمهل - كالأهل والأمل - : الرفق . الامهال أي اعطاء الوقت والمدة . [46] هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : ( في أيامه . . . ) . [47] كذا في الأصل ، ولعل الصواب : ( ولم ينفعه أمله ؟ ) .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 220