نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 169
تقول نفس : ( يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين ، أو تقول : لو أن الله هداني لكنت من المتقين ، أو تقول حين ترى العذاب : لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) [10] فيرد [ عليه ] الجليل جل جلاله : ( بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ) [ 59 الزمر : 39 ] فوالله ما يسأل الرجوع الا ليعمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا [11] . أيها الناس الان ، ما دام الوثاق مطلقا والسراج منيرا وباب التوبة مفتوحا ، من قبل أن يجف القلم وتطوى الصحف [12] فلا رزق ينزل ، ولا عمل يصعد .
[10] ما بين القوسين مقتبس من الآية : ( 56 - 58 ) من سوره الزمر : 39 . [11] كما قال الله تعالى في الآية : ( 100 ) من سورة المؤمنين : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال : رب ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت . كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) . [12] الوثاق - بفتح الواو وكسرها - : ما يشد به من قيد أو حبل ونحوهما . والمراد من اطلاق الوثاق - هنا - هو كون الشخص مطلقا سراحه ، مخلى عنه الوثاق ذا حرية في حركاته وسكناته ، وذا مكنة من عمل الخير . والمراد من قوله : ( والسراج منيرا ) هو كون الشخص في كمال من عقله واجتماع من حواسه . والمراد من جفاف القلم هو قلم كتبة أعمال الشخص من الملائكة البررة ، فان قلمهم يجف ولا يتحرك عند موت المكلف . والمراد من الصحف - وهو جمع الصحيفة - هو الصحائف التي تدرج فيها ما يعمله المكلف ، فإنها تطوى بموت المكلف ولا يكتب فيها شئ بعد مماته .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 169