70 - علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، قال : دخل سفيان الثوري [1] على أبي عبد الله ( ع ) فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ [2] البيض ، فقال له : إن هذا اللباس ليس من لباسك ! فقال له : اسمع مني وع ما أقول لك ، فإنه خير لك عاجلا وآجلا إن أنت مت على السنة والحق ولم تمت على بدعة . أخبرك أن رسول الله ( ص ) كان في زمان مقفر [3] جدب [4] ، فأما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها ، ومؤمنوها لا منافقوها ، ومسلموها لا كفارها ، فما أنكرت يا ثوري ! فوالله إنني - لمع ما ترى - ما أتى علي مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إلا وضعته .
[1] سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، من أئمة الحديث عند العامة ، ولد سنة 97 ومات بالبصرة سنة 161 . لاحظ : الطبقات الكبرى لابن سعد : ج 6 ، ص 371 ، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج 9 ، ص 151 ، رقم 4763 ، وقاموس الرجال للتستري : ج 5 ، ص 143 ، رقم 3273 . [2] " الغرقئ " : القشرة الملتزقة ببياض البيض . ( لسان العرب : ج 10 . ص 286 " غرقا " ) . [3] " القفر والقفار " هي الأرض الخالية التي لا ماء بها . ( النهاية لابن الأثير : ج 4 ، ص 89 " قفر " ) . [4] " الجدب " ، هو القحط . ( لسان العرب : ج 1 ، ص 256 " جدب " ) .