نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 126
وبنى بها الناكح وهي في العدة حرمت عليه مؤبدا ، ولو فرضنا أن خالدا اعتبرها سبية ، فالسبية لا يحل وطؤها إلا بعد الاستبراء الشرعي ، ولا استبراء هنا وإنما قتل زوجها ووطئها في تلك الحال . قال هيكل : على أن عمر لم يتزحزح عن رأيه فيما صنع خالد ، فلما توفي أبو بكر وبويع عمر خليفة له ، كان أول ما صنع أن أرسل إلى الشام ينعي أبا بكر ، وبعث مع البريد الذي حمل النعي رسالة يعزل بها خالدا عن إمارة الجيش . قال الأستاذ هيكل : إجماع المؤرخين منعقد على أن عمر بقي متأثرا برأيه في موقف خالد من مقتل مالك بن نويرة وزواجه امرأته وأن هذا الرأي له أثره من بعد في عزل خالد . [ عجب وأي عجب ] إن من أعجب الأمور وأغربها ، أن تذهب في عهد أبي بكر ، تلك الدماء . وهاتيك الأعراض والأموال هدرا ، وأن تستباح تلك الحرمات ، وتعطل حدودها الشرعية ، حتى يعزل خالد عن تلك الإمارة ، ولم ينقص شئ من صلاحياتها الواسعة ، واستمر ماضيا فيها غلوائه حتى توفي الخليفة ، فعزله الخليفة الثاني بمجرد تبوئه الخلافة . وأن رأي أبي بكر في الجناة يوم البطاح ، لمن أوائل الآراء المخالفة لنصوص الكتاب والسنة ، قدم رأيه في المصلحة على التعبد بها [176] .
[176] ولأجل المزيد من الاطلاع على ذلك راجع : الغدير للأميني ج 7 / 158 - 169 ، مقدمة مرآة العقول ج 1 / 64 .
126
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 126