نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 123
وكان خالد قد أمر بحبس تلك السراة الأسرى من قوم مالك ، فحبسوا والبرد شديد فنادى مناديه في ليلة مظلمة أن أدفئوا أسراكم وهي في لغة كنانة كناية عن القتل فقتلوهم بأجمعهم . وكان قد عهد إلى الجلادين من جنده ، أن يقتلوهم عند سماعهم هذا النداء ، وتلك حيلة منه توصل بها إلى أن لا يكون مسؤولا عن هذه الجناية ، لكنها لم تخف على أبي قتادة وأمثاله من أهل البصائر وإنما خفيت على رعاع الناس وسوادهم بقوة الساسة والسياسة . هذه هي الحقيقة الواقعة بين خالد ومالك وقومه يلمسها من ممحصي الحقائق كل من أمعن فيما سجلته كتب السير والأخبار عن يوم البطاح وسائر ما إليه . فلا يصدنك عنها ما تجده هناك من أقوال أخر متناقضة كل التناقض نسجتها الأغراض الشخصية والتزلف إلى ولي الأمر يومئذ والقائد العام لجيوشه تصحيحا لأعمالهم [174] . وقد أعطينا الامعان فيها حقه ، فلم نر منها إلا الدلالة على تضييع الحقيقة إخلاصا في الحب لخالد والدفاع عنه والله على ما يقول وكيل . [ ثورة أبي قتادة وعمر بن الخطاب ] قال الأستاذ هيكل في كتابه " الصديق أبو بكر [1] " : إن أبا قتادة الأنصاري
[174] وأكثر هذه الروايات إن لم يك كلها قد اختلقها ( سيف بن عمر ) الزنديق المعروف بالكذب والوضع . راجع ترجمته في كتاب : عبد الله بن سبأ للعسكري ج 1 / 61 - 64 ، خمسون ومائة صحابي مختلق ج 1 و ج 2 . [1] ص 147 والتي بعدها ( منه قدس ) .
123
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 123