نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 6
علومه ، حكمه ، كشفه عن الغيوب الماضية وأخبار الأمم السالفة وسير الأنبياء ، وإخباره عن الحوادث الآتية والغيب ، وامتاز ببقائه وخلوده ، خاصة وأن سائر معجزات الأنبياء كانت وقتية ذهبت في حينها ، ولم يشاهدها إلا من عاصرها وحضرها ، لذا فهو دليل على صدق أولئك الرسل والأنبياء ، إذ هو مصدق لهم ، ومخبر عن حالهم . وقد وصلتنا أخبار وأحاديث هي أكثر من أن تحصى ، وأوسع من أن تحوى ، دخل جلها حد الاشتهار ، إذ جاءت مروية بطرق وأوجه كثيرة ، وبأسانيد صحيحه مصححة ، تحكي جميعها معجزات ودلائل النبي والأئمة من أهل بيته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ، باينوا بها من سواهم ، وسموا بها على سائر الأنبياء والأوصياء المتقدمين . فكانوا يرون أصحابهم ومواليهم ومخالفيهم خوارق العادات ، ويخبرونهم بما في سرائرهم وقلوبهم من الحاجات والإرادات ، وبما كانوا يفعلونه في خلواتهم ، كان جلها ظاهرا " لجماعة من الناس ، شاهدوه بأنفسهم في أوقات كثيرة ، وتناقلوه في مجالسهم ، كتظليل الغمامة على رأس الرسول صلى الله عليه وآله قبل البعثة وبعدها ، وانشقاق القمر ، ورد الشمس ، وتسبيح الحصى ، وحنين الجذع ، وتلاوة رأس الحسين عليه السلام آيات من القرآن بعد ذبحه ، وغير ذلك مما يعد خرقا " للعادة ، وملحقا " بالأعلام والدلائل الباهرة الدالة على أنهم الحجة العظمى على الخلق . قال الشيخ أبو عبد الله المفيد في أوائل المقالات : " فأما ظهور المعجزات على الأئمة والاعلام - أي العلامات - فإنه من الممكن الذي ليس بواجب عقلا " ، ولا ممتنع قياسا " ، وقد جاءت بكونها منهم عليهم السلام الاخبار على التظاهر والانتشار ، وقطعت عليها من جهة السمع
6
نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 6