فأعطياه ولم يسألاه عن شئ ، فرجع إليهما فقال لهما : مالكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ؟ وأخبرهما بما قالا ، فقالا : إنهما غذيا بالعلم غذاء . ( 1 ) * الدروس المستفادة هنا : 1 - زكاة العلم نشره ، وزكاة المال عطاؤه ، علينا أن نفقه أدب العطاء بالمال مع انتهاز الفرصة لنشر العلم والتوعية كما سلكهما الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فهذا هو العطاء الواعي وإيصال النفع المادي والمعنوي . . 2 - لابد من انتهاز الفرص لنشر الوعي . E / في السخاء والإنسانية مر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) براع ، فأهدى الراعي إليه شاة ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : " حر أنت أم مملوك " ؟ فقال : مملوك . فردها الحسين ( عليه السلام ) عليه . فقال له المملوك : إنها لي ، فقبلها منه ، ثم اشتراه واشترى الغنم ، فأعتقه وجعل الغنم له . ( 2 ) نعم . . إن للحر أن يملك وليس للعبد أن يهب من مال غيره . لذا سأله الإمام ( عليه السلام ) كيلا يقع في المحذور الشرعي ، ولكي يعلم كل من يصله هذا الخبر . ثم إنه ( عليه السلام ) قبل الهدية منه بعد أن أقر بأن الشاة من ملكه الخاص . ولكن السخاء الحسيني كان أعظم ، إذ اشترى العبد من صاحبه فورا واشترى الغنم كلها منه أيضا ثم أعتق العبد ووهبه الغنم ليعيش حرا كريما بين الناس . تأمل جيدا في عظمة الحسين كيف تجلت في ورعه وسخائه وحسه الإنساني المرهف ، هل يمكنك تقليده ولو في أدنى الحد ؟
1 - الكافي 4 : 47 حديث 7 ، بحار الأنوار 43 : 320 حديث 4 ، العوالم 16 : 99 حديث 1 وفيه " غرم مقطع " . 2 - المحلى ج 8 ص 514 .