قال المناوي : " أي مظنة استفصاحي وخاصتي وموضع سري ومعدن نفائسي ، والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه ، قال ابن دريد : وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطل عليها أحد غيره ، وذلك غاية في مدح علي وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه . وفي شرح الهمزية : إن معاوية كان يرسل يسأل علياً عن المشكلات فيجيبه ، فقال أحد بنيه : تجيب عدوك ؟ قال : أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا " [1] . وروى سبط ابن الجوزي باسناده عن علي عليه السّلام ، قال : " قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وفي رواية : أنا دار الحكمة وعلي بابها ، وفي رواية : أنا مدينة الفقه وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب ، ورواه عبد الرزاق ، فقال : فمن أراد الحكم فليأت الباب " [2] . وروى محمّد صدر العالم باسناده عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " علي باب علمي ويبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي ، حبه ايمان وبغضه نفاقٌ والنظر اليه رأفة " [3] . وروى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن مولانا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا علي ، إن الله أمرني إن أدنيك وأعلمك لتعي ، ونزلت هذه الآية ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) [4] فأنت أذن واعية لعلمي " [5] .
[1] فيض القدير ج 4 ص 356 رقم / 5593 . [2] تذكرة الخواص ص 48 . [3] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 43 مخطوط . [4] سورة الحاقة : 12 . [5] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 416 ، مخطوط .