نقر له الدرهم ثم لم يزل يتباعد منه حتى قال : لا اسمع حتى فعل ذلك به من أربع جوانب ثم يقيس مقدار سمع الصحيح والمصاب ثم يعطيه الدية على مقدار ما نقص من سمعه " [1] . وروى إن علياً عليه السّلام قضى " في رجل سافر مع أصحاب له فلم يرجع حين قفلوا إلى أهاليهم فاتهم أهله أصحابه ، فرفعهم إلى شريح القاضي ، فسأل الأولياء البينة فعجزوا عن إقامتها فأخبروا علياً بحكم شريح ، فتمثل بقوله : < شعر > أوردها سعد وسعد مشتمل * يا سعد لا تروى بها ذاك الإبل < / شعر > ثم قال : إن أهون السقي التشريع ، ثم فرق بينهم وسألهم واحداً واحداً فاعترفوا بقتله فقتلهم جميعاً . أراد المرتضى رضوان الله عليه : إن هذا الذي فعله شريح كان يسيراً هيناً ، وكان له أن يحتاط ويمتحن بأيسر ما يحتاط به في الدماء كما إن أهون السقي للإبل تشريعها الماء " [2] . وروى إن علياً " امضى ما قضى به حسن بن علي في رجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم ورجل مذبوح متشحط بدمه ، فقال له علي : ما تقول ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، أنا قتلته ، قال : اذهبوا فأقيدوا منه ، فلما ذهبوا به ليقتص منه ، أقبل رجل مسرع فقال : لا تعجلوا وردّوه إلى أمير المؤمنين فردّوه ، فقال الرجل المقبل : لا والله يا أمير المؤمنين ، ما هذا صاحبه ، أنا والله قتلته ، فقال للأول : ما حملك على الاقرار على نفسك ؟ فقال يا أمير المؤمنين : وما كنت أستطيع أن أعمل وقد شهد علي مثل هؤلاء الرجال ، وقد أخذوني وفي يدي سكين ملطخ بالدم والرجل متشحط في دمه ، وأنا قمت عليه متعجباً منه ، فدخل عليّ هؤلاء