وروى عن ابن إسحاق : " لمّا غسل النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علّي أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من وراءه ، ولا يفضي بيده إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ويقول : بأبي وأمّي ما أطيبك حيّاً وميّتاً ، ولم ير من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم شئ يرى من الميّت " [1] . قال محمّد صدر العالم : " أخرج ابن منده عن عبد الله بن عبَّاس ، قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ، فلقد رأيت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه خصالا لأن يكون لي واحدة منهنّ في آل الخطّاب أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشّمس : كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعليّ نائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يخرج إليكم ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فشرفنا إليه فاتكأ على عليّ بن أبي طالب ، ثمّ ضرب بيده على منكبه ثمّ قال : إنّك مخاصم تخصم ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً وأعلمهم بأيّام الله ، وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم مزيّة . وأنت عاضدي وغاسلي ودافني والمتقدّم إلى كلّ شديدة وكريهة ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد وتذود عن حوضي ، ثمّ قال ابن عبّاس من نفسه : لقد فاز عليّ بصهر رسول الله وبسبطيه في العشيرة وبذلا للماعون وعلماً بالتنزيل وفقهاً بالتأويل وقتلا للأقران " [2] . روى محمّد بن رستم بإسناده عن أبي سعيد قال : قال صلّى الله عليه وآله وسلّم " يا علي أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي
[1] الرياض النضرة ج 3 ص 179 . [2] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 122 .