وروى باسناده عن حنش " إن رجلين استودعا امرأة من قريش مائة دينار وأمراها إن لا تدفع إلى أحد منهما دون صاحبه ، فأتاها أحدهما فقال : إن صاحبي قد هلك فادفعي إلي المال فأبت فاستشفع إليها ، ومكث يختلف إليها ثلاث سنين ، قال : فدفعت اليه المال ، ثم جاء إليها صاحبه ، فقال : أعطيني مالي ، فقالت له : قد أخذه صاحبك ، فارتفعوا إلى عمر ، فقال له عمر : ألك بينة ؟ فقال : هي بيّنتي ، قال : ما أراك إلا ضامنة ، فقالت : أنشدك الله إلا ما رفعتنا إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : فرفعها اليه فأتوه في حايط ل وهو يسبل الماء وهو مؤتزر بكساء ، فقصوا عليه القصة ، فقال للرجل : إيتني بصاحبك وعليّ متاعك " [1] . " كان عمر بن الخطاب يقول لعلي بن أبي طالب فيما كان يسأله عنه فيفرج عنه : لا أبقاني الله بعدك يا علي " [2] . قال الشنقيطي : " ولأجل ما خصه الله تعالى به من فهم دقائق العلم بسرعة احتاج أجلاء الصحابة لحله للعويصات ، فكانوا يحيلون الأسئلة الصعبة عليه فيجيب فيها بالصواب على البديهة ، فلذلك لما جاءه عمر سائلا وقال : إن هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون ، قال علي : ألا أرسلت إلي ، قال عمر : أنا أحق بإتيانك ، قال علي : يضربون الفحل قلائص أبكاراً بعدد البيض ، فلما أدبر قال عمر : اللهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي " [3] . وروى الشنقيطي عن عبد الرحمن السلمي ، قال : " أتي عمر بامرأة أجهدها العطش ، فمرت على راع فاستسقته فأبى أن يسقيها إلا إن تمكّنه من نفسها ، ففعلت ، فشاور
[1] المناقب الفصل السابع ص 54 ، ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 48 . [2] المصدر . [3] كفاية الطالب ص 57 ، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص 246 .