الظلمات إلى النور " [1] . وروى باسناده عن عبد الرحمن قال : " شرب قوم الخمر بالشام وعليهم يزيد بن أبي سفيان في زمن عمر ، فقال لهم يزيد : هل شربتم الخمر ؟ فقالوا : نعم ، شربناها ، وهي لنا حلال فقال : أو ليس قال الله عزّوجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) [2] إلى قوله : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ) [3] حتى فرغ من الآية فقالوا : اقرأ التي بعدها فقرأ ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ ) إلى قوله ( وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) [4] فنحن من الذين آمنوا وأحسنوا فكتب بأمرهم إلى عمر ، فكتب اليه عمر ، إن أتاك كتابي هذا ليلا فلا تصبح حتى تبعث بهم إلي ، وإنّ أتاك نهاراً فلا تمس حتى تبعث بهم إلي قال فبعث بهم اليه فلما قدموا على عمر سألهم عما كان سألهم يزيد وردوا عليه كما ردوا على يزيد ، فاستشار فيهم أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فردوا المشورة اليه قال : وعلي عليه السّلام حاضر في القوم ساكت . فقال : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال أمير المؤمنين : إنهم قوم افتروا على الله الكذب وأحلوا ما حرم الله ، فأرى إن تستتيبهم فان ثبتوا وزعموا أن الخمر حلال ، ضربت أعناقهم ، وإنّ هم رجعوا ضربتهم ثمانين ثمانين بفريتهم على الله عزّوجل فدعاهم فأسمعهم مقالة علي عليه السّلام فقال : ما تقولون ؟ فقالوا : نستغفر الله ونتوب اليه ونشهد إن الخمر حرام وإنما شربناها ونحن نعلم إنها حرام فضربهم ثمانين ثمانين جلدة " [5] .
[1] المصدر ص 51 . [2] سورة المائدة : 90 . [3] سورة المائدة : 92 . [4] سورة المائدة : 93 . [5] المناقب الفصل السابع ص 53 ، ورواه العاصمي في زين الفتى ص 333 .