روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس " إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قدم المدينة وليس بيده شئ ، وكانت تنوبه نوائب وحقوق ، فكان يتكلفها وليس بيده سعة ، فقالت الأنصار فيما بينها : هذا رجل قد هداكم الله على يديه وهو ابن أختكم تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده سعة ، فاجمعوا له طائفة من أموالكم ، ثم آتوه بها يستعين بها على ما ينوبه ، ففعلوا ثم آتوه بها فنزل : ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) يعني على الإيمان والقرآن ثمناً . يقول : رزقاً ولا جعلا إلا أن توادوا قرابتي من بعدي ، فوقع في قلوب القوم شئ منها ، فقالوا : استغنى عما في أيدينا أراد أن يحثنا على ذوي قرابته من بعده . ثم خرجوا فنزل جبرئيل فأخبره إن القوم قد اتهموك فيما قلت لهم ، فأرسل إليهم فأتوه فقال لهم : أنشدكم بالله وما هداكم لدينه ، أتتهمونني فيما حدثتكم به على ذوي قرابتي ؟ قالوا : لا يا رسول الله إنك عندنا صادق بار ، ونزل ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) الآية ، فقام القوم كلهم فقالوا : يا رسول الله فإنا نشهد إنك صادق ولكن وقع ذلك في قلوبنا وتكلمّنا به وإنا نستغفر الله ونتوب إليه فنزل : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) [1] . ( سورة الزخرف ) ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [2] . روى القندوزي باسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي عليهم السّلام ، قال : " فينا نزل قول الله عزّوجل ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) أي جعل الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة " [3] .
[1] شواهد التنزيل ج 2 ص 138 رقم / 835 . [2] سورة الزخرف : 28 . [3] ينابيع المودة الباب التاسع والثلاثون ص 117 .