ويدلّ أيضاً على وجوب الطاعة لهم قوله تعالى : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ) وإذا كانت مودّتهم كمودّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وجب إن يكون طاعتهم كطاعة الرسول صلّى الله عليه وآله ، صارت كطاعة الله تعالى لموضع قوله تعالى : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ) [1] وهذا أدّل دليل على وجوب الاقتداء بهم عليهم السلام ومعنى ( إلاّ ) في هذه الآية بمعنى غير ، ومعناها التفخيم لأمرهم ، والتعظيم لهم ، وذلك مثل قول الشاعر : < شعر > ولا عيب فيهم غير إنّ سيوفهم * بهنّ فلول من مراع الكتائب < / شعر > أراد بغير ، المبالغة في المدح ، واليه ذهب عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه الذي صنّفه للمأمون في إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام : < شعر > إذا أوجب الرحمن في الوحي ودّهم * فأين عن الوحي العزيز ذهاب وأين عن الذكر العزيز مذاهب * وأين إلى غير الإله إياب [2] < / شعر > أقول : ذكر كثير من الحفّاظ نزول الآية في آل محمّد عليهم السّلام ، منهم الطبري في ذخائر العقبى ص 25 والزمخشري في الكشاف ، وابن طلحة في مطالب السؤل ، والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 168 ، وابن حجر في الصواعق ص 101 و 135 والشبلنجي في نور الابصار ص 112 والبدخشي في مفتاح النجاء ص 9 ، وغيرهم . ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) [3] .
[1] سورة النساء : 80 . [2] خصائص الوحي المبين ص 56 . [3] سورة الشورى : 24 - 25 .