قالت فقلت : يا رسول الله وأنا من أهلك ، قال تنحي فإنك إلى خير " [1] . روى ابن كثير باسناده عن محمّد بن يزيد عن العوام بن حوشب عن عم له قال : " دخلت مع أبي على عائشة رضي الله عنها فسألتها عن علي رضي الله عنه فقالت : تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه ، لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم : فألقى عليهم ثوباً فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . قالت فدنوت منهم فقلت : يا رسول الله وأنا من أهل بيتك ؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم تنحي فإنك على خير " [2] . قال ابن حجر : " أكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم وما بعده . . . هذه الآية منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على غرر من مآثرهم ، والاعتناء بشأنهم حيث ابتدأت ب ( انما ) المفيدة لحصر إرادته تعالى في أمرهم على اذهاب الرجس الذي هو الإثم ، أو الشك فيما يجب الايمان به عنهم وتطهيرهم من سائر الأخلاق والأحوال المذمومة . . . وتحريمهم على النار ، وهو فائدة ذلك التطهير وغايته إذ منه الهام الإنابة إلى الله تعالى وإدامة الأعمال الصالحة " [3] . روى البلاذري باسناده عن أنس بن مالك " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يمر ببيت فاطمة ستة اشهر وهو منطلق إلى صلاة الصبح ، فيقول : الصلاة
[1] فرائد السمطين ج 1 ص 367 رقم / 296 . [2] تفسير القرآن العظيم ج 3 ص 485 . [3] الصواعق المحرقة ص 85 ص 86 .