ومن الصديقين علي بن أبي طالب ، ولما بعثني الله عزّوجلّ برسالة كان أول من صدق بي ، ثم من الشهداء حمزة وجعفر ، ومن الصالحين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وحسن أولئك رفيقاً المهدي في زمانه " [1] . وروى فرات بن إبراهيم عن سليمان الديلمي ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السّلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد أخذه النفس ، فلما أن أخذ مجلسه قال أبو عبد الله عليه السّلام : يا أبا محمّد ما هذا النفس العالي ؟ قال : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، كبرت سني ودقّ عظمي واقترب أجلي ولست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي ، فقال أبو عبد الله عليه السّلام : يا أبا محمّد ، وإنك لتقول هذا ؟ فقال : وكيف لا أقول هذا فذكر كلاماً ، ثم قال : يا أبا محمّد لقد ذكر كم الله في كتابه المبين بقوله : ( فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ) فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الآية النبيين ، ونحن في هذا الموضع الصديقين والشهداء ، وأنتم الصالحون ، فسموا بالصلاح كما سماكم الله يا أبا محمّد [2] . روى البحراني في غاية المرام في تفسير هذه الآية من طريق العامة حديثاً واحداً ومن الشيعة ثمانية أحاديث . ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا ) [3] .
[1] شواهد التنزيل ج 1 ص 155 رقم / 209 . [2] تفسير فرات الكوفي ص 36 . [3] سورة النساء : 83 .