وروى باسناده عن حكيم عن علي بن الحسين في قوله : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، لما توجه رسول الله إلى الغار وأنام علياً على فراشه " [1] . قال السيد شهاب الدين أحمد : " فقد جزم عزمه على أن يفدي نفسه ويبذل مهجته دون رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم " [2] . وروى ابن عساكر باسناده عن أبي رافع : " إن علياً كان يجهز النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين كان بالغار ويأتيه بالطعام ، واستأجر له ثلاث رواحل ، للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولأبي بكر ودليلهم ابن أرهط ، وخلفه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فخرج إليه أهله وأمره إن يؤدي عنه أمانته ، ووصايا من كان يوصي إليه ، وما كان يؤتمن عليه من مال ، فأدّى أمانته كلها ، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج ، وقال : إن قريشاً لن يفقدوني ما رأوك ، فاضطجع علي على فراشه ، وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيرون عليه رجلا يظنونه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى إذا أصبحوا رأوا عليه علياً ، فقالوا : لو خرج محمّد لخرج بعلي معه ، فحبسهم الله عزّوجل بذلك عن طلب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين رأوا علياً ولم يفقدوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً أن يلحقه بالمدينة ، فخرج علي في طلبه بعدما أخرج إليه فكان يمشي من الليل ويكمن بالنهار ، حتى قدم المدينة ، فلما بلغ النبي قدومه ، قال : ادعوا لي علياً ، فقالوا : انه لا يقدر أن يمشي ، فاتاه النبي صلّى الله
[1] شواهد التنزيل ج 1 ص 96 ص 99 ، ص 102 رقم / 133 / 136 / 141 / 142 . وروى السيد البحراني في غاية المرام بهذا المضمون من طريق العامة تسعة أحاديث ومن الخاصة أحد عشر حديثاً . [2] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 306 مخطوط .