وروى ابن المغازلي باسناده عن عائشة : " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : النظر إلى وجه علي عبادة " [1] . وروى الخطيب بأسناده عن أبي هريرة قال : " رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى علي بن أبي طالب فقلت : ما لك تديم النظر إلى علي كأنك لم تره ، فقال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة " [2] . قال أبو الحسن الخطابي : معناه - والله اعلم - أن النظر إلى علي كرم الله وجهه يدعو إلى ذكر الله ، لما يتوسم فيه من نور الإسلام ، ولما يرى عليه بهجة الايمان ، ولما يتبين فيه من أثر السجود وسيماء الخشوع ، وبذلك نعته الله فيمن معه من صحابة الرسول ، فقال : ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) [3] . وروى محب الدين الطبري ، باسناده عن جابر رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي : عد عمران بن الحصين فإنه مريض ، فأتاه وعنده معاذ وأبو هريرة فاقبل عمران يحد النظر إلى علي عليه السّلام فقال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : النظر إلى علي عبادة ، قال معاذ وأنا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال أبو هريرة : وأنا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم " [4] . وروى الخوارزمي باسناده عن محمّد بن عمران بن حصين أبي نجيد ،
[1] المناقب ص 207 الحديث 245 ، ورواه ابن عساكر في ج 2 ص 405 ، والوصابي في أسنى المطالب الباب الثاني عشر ص 76 والبدخشي في مفتاح النجاء ص 75 . [2] تاريخ بغداد ج 2 ص 51 . [3] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 407 . سورة الفتح : 29 . [4] الرياض النضرة ج 3 ص 252 ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ، ج 9 ص 119 ، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 502 .