التفسير إلاّ آثاراً قليلة جداً ، لا تكاد تجاوز العشرة . وأمّا علي فروي عنه الكثير ، وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل ، قال : شهدت علياً يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألون عن شئ إلاّ أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا اعلم ، أبليل نزلت ، أم بنهار ، أم في سهل ، أم في جبل . وأخرج أبو نعيم في ] الحلية [ عن ابن مسعود ، قال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلاّ وله ظهر وبطن ، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن . وأخرج أيضاً من طريق أبي بكر بن عياش ، عن نصر بن سليمان الأحمشي عن أبيه عن علي ، قال : والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولا ولساناً سؤولا " [1] . وقال أيضاً : " فائدة - قال ابن أبي جمرة : عن علي رضي الله عنه ، انه قال لو شئت إن أوقر سبعين بعيراً من تفسير أم القرآن لفعلت ، وبيان ذلك : انّه إذا قال ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يحتاج تبيين معنى الحمد ، وما يتعلق به الاسم الجليل الذي هو الله وما يليق به من التنزيه . ثم يحتاج إلى بيان العالم وكيفيّته ، على جميع أنواعه واعداده ، وهي الف عالم أربعمائة في البر ، وستمائة في البحر ، فيحتاج إلى بيان ذلك كله . فإذا قال ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) يحتاج إلى بيان الاسمين الجليلين ، وما يليق بهما من الجلال ، وما معناهما ، ثم يحتاج إلى بيان جميع الأسماء والصفات ، ثم يحتاج إلى بيان الحكمة في اختصاص هذا الموضع بهذين الاسمين دون غيرهما .