أخبرني ربي عزّوجل انه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت : يا رسول الله ، ومن شركائي من بعدي ؟ قال : الذين قرنهم الله عزّوجل بنفسه وبي فقال : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) [1] الآية ، فقلت : يا رسول الله ومن هم ؟ فقال : الأوصياء مني إلى إن يردوا علي الحوض ، كلّهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه ، فبهم تنصر أمتي وبهم يمطرون ، وبهم يدفع عنهم البلاء وبهم يستجاب دعاؤهم ، فقلت : يا رسول الله سمهم لي ، فقال : ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن ، ثم ابني هذا ، ووضع يده على رأس الحسين ، ثم ابن له يقال له علي ، سيولد في حياتك فاقرأه مني السلام ، ثم تكملته اثنا عشر إماماً ، فقلت بأبي أنت وأمّي فسمّهم لي فسمّاهم رجلا رجلا ، فقال : فيهم والله - يا أخا بني هلال - مهدي أُمة محمّد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا ، كما ملئت ظلماً وجوراً ، والله إني لأعرف من يبايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم " [2] . قال ابن أبي الحديد : " وأما قراءته القرآن والاشتغال به ، فهو المنظور إليه في هذا الباب ، اتفق الكل على انه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يكن غيره يحفظه . ثم هو أول من جمعه ، نقلوا كلهم انه تأخر عن بيعة أبي بكر ، فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة من انه تأخر مخالفة للبيعة ، بل يقولون تشاغل بجمع القرآن ، فهذا يدل على انه أول من جمع القرآن ، لأنه لو كان مجموعاً في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لما احتاج إلى إن يتشاغل بجمعه بعد وفاته صلّى الله
[1] سورة النساء : 59 . [2] البحار ج 19 ص 26 الطبعة القديمة .