19 - خطبة السيدة زينب أمام الطاغية يزيد ! في الإحتجاج : 2 / 34 ، واللهوف / 214 : ( قالوا : فلما رأت زينب ذلك فأهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يقرع القلوب : يا حسيناه ! يا حبيب رسول الله ! يا ابن مكة ومنى ! يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ! يا ابن محمد المصطفى . قال : فأبكت والله كل من كان ، ويزيد ساكت ! ثم قامت على قدميها وأشرفت على المجلس . . وقالت : الحمد لله رب العالمين والصلاة على جدي سيد المرسلين ، صدق الله سبحانه كذلك يقول : ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ! أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض وضيَّقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذو اقتدار ، أن بنا من الله هواناً وعليك منه كرامة وامتناناً ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً وتنقض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور لديك متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وخلص لك سلطاننا ؟ ! فمهلاً مهلاً لا تطش جهلاً ! أنسيت قول الله عز وجل : وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِين . أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك ، وسوْقك بنات رسول الله سبايا ! قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدنى والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن