وقال الطبري : 4 / 355 : ( عن القاسم بن بخيت قال : لما أقبل وفد أهل الكوفة برأس الحسين دخلوا مسجد دمشق فقال لهم مروان بن الحكم : كيف صنعتم ؟ قالوا : ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلاً فأتينا والله على آخرهم ، وهذه الرؤوس والسبايا ، فوثب مروان فانصرف . وأتاهم أخوه يحيى بن الحكم فقال : ما صنعتم ؟ فأعادوا عليه الكلام فقال : حجبتم عن محمد يوم القيامة ! لن أجامعكم على أمر أبداً ، ثم قام فانصرف ، ودخلوا على يزيد فوضعوا الرأس بين يديه ، وحدثوه الحديث قال : فَسَمِعَتْ دَوْرَ الحديث هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز ، وكانت تحت يزيد بن معاوية فتقنعت بثوبها وخرجت فقالت : يا أمير المؤمنين أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ؟ ! قال : نعم ، فأعْوِلي عليه وحُدِّي على ابن بنت رسول الله وصريحة قريش ، عجَّلَ عليه ابن زياد فقتله ، قتله الله ! ثم أذن للناس فدخلوا والرأس بين يديه ، ومع يزيد قضيب فهو ينكت به في ثغره ! ثم قال : إن هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام المري : < شعر > يُفَلَّقْنَ هاماً من رجالٍ أحبةٍ * إلينا وهم كانوا أعَقَّ وأظلمَا < / شعر > قال فقال رجل من أصحاب رسول الله ( ص ) يقال له أبو برزة الأسلمي : أتنكتُ بقضيبك في ثغر الحسين ؟ ! أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً ، لربما رأيتُ رسول الله ( ص ) يَرْشفُه ! أما إنك يا يزيد تجئ يوم القيامة وابن زياد شفيعك ويجئ هذا يوم القيامة ومحمد ( ص ) شفيعه ! ثم قام فولى ) ! وفي الطبري : 4 / 352 : ( عن أبي عمارة العبسي قال : فقال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم . ( وكان شاعراً ظريفاً جريئاً ) : < شعر > لهامٌ بجنب الطف أدنى قرابةً * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل سُمَيَّةُ أمسى نسلها عدد الحصى * وليس لآل المصطفى اليوم من نسل < / شعر >