11 - خطبة فاطمة بنت الحسين « عليه السلام » في الكوفة ( عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه « عليهم السلام » قال : خطبت فاطمة الصغرى بعد أن وردت من كربلا ، فقالت : الحمد لله عدد الرمل والحصى ، وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده وأومن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات من غير ذِحل ولا تِرات ، اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب وأن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيه علي بن أبي طالب « عليه السلام » المسلوب حقه المقتول من غير ذنب ، كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله ، وبها معشرٌ مسلمةٌ بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم ، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته ، حتى قبضته إليك محمود النقيبة طيب الضريبة ، معروف المناقب مشهور المذاهب ، لم تأخذه فيك لومة لائم ولا عذل عاذل ، هديته يا رب للإسلام صغيراً وحمدت مناقبه كبيراً ، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك زاهداً في الدنيا غير حريص عليها ، راغباً في الآخرة مجاهداً لك في سبيلك ، رضيته فاخترته وهديته إلى طريق مستقيم . أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءنا حسناً وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمه ، وحجته في الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضلنا بنبيه « صلى الله عليه وآله » على كثير من خلقه تفضيلاً ، فكذبتمونا وكفرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً ، كأنا أولاد الترك أو كابل ! كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم ! قرَّت بذلك عيونكم وفرحت به قلوبكم ، اجتراءً منكم على الله ، ومكراً مكرتم ، والله