ويتضرعون ، وخيول حرس عدوهم تدور من ورائهم ، عليها عزرة بن قيس الأحمسي والحسين يقرأ : وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِين . . مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ . . ) . ( وسبل الهدى للصالحي : 11 / 77 ) . ونحوه روضة الواعظين للفتال النيسابوري / 183 ، وفيه : ( فجمع الحسين « عليه السلام » أصحابه عند قرب المساء . قال علي بن الحسين زين العابدين « عليه السلام » : فدنوت منهم لأسمع ما يقول لهم وأنا إذ ذاك مريض ، فسمعت أبي يقول لأصحابه : أثني على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء ، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ، فاجعلنا من الشاكرين . أما بعد : فإني لا أعلم أصحابا ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أصحابي وأهل بيتي ، فجزاكم الله عنى خير الجزاء . ألا وإني لأظن يومنا من هؤلاء غداً ، ألا وقد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً ) . وفي مدينة المعاجز : 2 / 215 ، عن الإمام زين العابدين « عليه السلام » أنه عندما رأى رفضهم مفارقته وقرارهم القتال دونه ، قال لهم : ( يا قوم إني في غد أقتل وتقتلون كلكم معي ، ولا يبقى منكم واحد ! فقالوا : الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك ، أوَ لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول الله ؟ فقال جزاكم الله خيراً ، ودعا لهم بخير ، فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعون . فقال له القاسم بن الحسن : وأنا فيمن يقتل ؟ فأشفق عليه فقال له : يا بني كيف الموت عندك ؟ ! قال : يا عم أحلى من العسل . فقال : أي والله فداك عمك ، إنك لأحد من يقتل من الرجال معي بعد أن تبلو ببلاء عظيم ) .