responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 60


في صبيحتها وعمتي زينب تمرضني ، إذ اعتزل أبي في خبائه ومعه أصحابه وعنده حَوِيّ مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه ، وأبي يقول :
< شعر > يا دهرُ أفٍّ لك من خليلِ * كم لك بالإشراقِ والأصيلِ من صاحبٍ أو طالبٍ قتيلِ * والدهرُ لا يقنعُ بالبديل وإنما الأمر إلى الجليل * وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلي < / شعر > فأعادها مرتين أو ثلاثاً حتى حفظتها وفهمت ما أراد ، فخنقتني العبرة فردَّدتها ولزمت السكوت ، وعلمت أن البلاء قد نزل !
وأما عمتي فقامت حاسرة حتى انتهت إليه فقالت : واثكلاه ! ليت الموت أعدمني الحياة ! اليوم ماتت أمي فاطمة وعلي أبي وحسن أخي ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي ! فنظر إليها وقال : يا أخيَّهْ لا يذهبنَّ بحلمك الشيطان ، فقالت : بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله ، استقتلت ؟ ولطمت وجهها وشقت جيبها وخرت مغشياً عليها ، فقام إليها فصب على وجهها الماء وقال يا أخية : إتق الله واصبري ، وتعزِّي بعزاء الله ، واعلمي أن أهل الأرض يموتون ، وأن أهل السماء لا يبقون ، وأن كل شئ هالك إلا وجه الله الذي خلق الخلق بقدرته ، ويميتهم بقهره وعزته ، ويعيدهم وحده ، وهو فرد وحده . واعلمي أن أبي خير مني ، وأمي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله أسوة حسنة . ثم حرَّجَ عليها أن لا تفعل شيئاً من هذا بعد مهلكه ، ثم أخذ بيدها فردها إلى عندي . ثم خرج إلى أصحابه فأمرهم أن يدنوا بيوتهم بعضاً من بعض حتى تدخل الأطناب بعضها في بعض ، وأن لا يجعلوا للعدو مَخْلَصاً إليهم إلا من جهة واحدة وتكون البيوت عن أيمانهم وعن شمائلهم ومن ورائهم . وبات الحسين « عليه السلام » وأصحابه طول ليلهم يصلون ويستغفرون ويدعون

60

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست