وأوصى بتسعمائة درع حديد ، ستمائة منها لمنافقي أهل العراق يُغْزَوْنَ بها وثلاثمائة للترك ! قال : فرفع أبو جعفر رأسه إلى أبي العباس الطوسي وكان قائماً على رأسه فقال : هذه والله الشيعة لا شيعتكم ) ! يقصد المنصور أن تشيع الخراسانيين لهم يجب أن يكون كتشيع الحجاج للأمويين ، يجعل طاعتهم دينه ويعلن اعتقاده به ! ويكون كما روى ابن عساكر في تاريخه : 12 / 157 ، عن الشافعي قال : ( قال الوليد بن عبد الملك للغاز بن ربيعة : إني سأدعوك وأدعو الحجاج فتتحدثان عندي ، فإذا قمت وخلوت به فسله عن هذه الدماء هل يحيك في نفسه منها شئ أو يتخوف لها عاقبة ؟ قال : فحدثا عند الوليد وخرجا ، فألقى لهما وسادة في الجبل وفي القصر ، وقام الحجاج ينظر إلى الغوطة ، قال : واستحييت أن أجلس فقمت معه فقلت : يا أبا محمد ، أرأيت هذه الدماء الذي أصبت هل يحيك في نفسك منها شئ أو تتخوف لها عاقبة ؟ قال : فجمع يده فضرب بها صدري ، ثم قال : يا غاز ، ارتبت في أمرك أو شككت في طاعتك ؟ ! والله ما أودُّ أن لي لبنان وسنِّير ( جبلان ) ذهباً مقطعاً أنفقهما في سبيل الله عز وجل ، مكان ما أبلاني الله تعالى من الطاعة ) . أي للوليد ! 9 - وكان الوليد يكره عمر بن عبد العزيز ! ( أُتِيَ الوليد بن عبد الملك برجل من الخوارج فقال له : ما تقول في الحجاج ؟ قال : وما عسيتُ أن أقول فيه ! هل هو إلا خطيئةٌ من خطاياك وشررٌ من نارك ؟ فلعنك الله ولعن الحجاج معك ، وأقبل يشتمهما ! فالتفت الوليد إلى عمر بن عبد العزيز فقال : ما تقول في هذا ؟ قال : ما أقول فيه ! هذا رجل يشتمكم ، فإما أن تشتموه كما شتمكم ، وإما أن تعفوا عنه ! فغضب الوليد وقال لعمر : ما أظنك إلا خارجياً ! فقال عمر : وما أظنك إلا مجنوناً ، وقام فخرج مغضباً ! ولحقه خالد