يلي الخلافة من ولده لصلبه أربعة ، فكان كذلك ) . ثم أبعد أتباع الأمويين بولته عن محراب النبي « صلى الله عليه وآله » وجعلوا الرواية زعماً : ( زعموا أن عبد الملك رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات ) ! ( نسب قريش / 101 ، والدميري في حياة الحيوان / 116 ، وتاريخ الخلفاء / 193 ، ووفيات الأعيان : 2 / 378 ، وسير الذهبي : 5 / 351 ، وتاريخه : 8 / 283 ، ووافي الصفدي : 26 / 72 ، وفوات الوفيات : 2 / 579 ) . ولم يكتف ابن كثير بتحريفهم فقال في النهاية : 9 / 383 : ( وكان جميلاً أبيض أحول ، يخضب بالسواد ، وهو الرابع من ولد عبد الملك ، الذين ولوا الخلافة وقد كان عبد الملك رأى في المنام كأنه بال في المحراب أربع مرات فدس إلى سعيد بن المسبب من سأله عنها ، ففسرها له بأنه يلي الخلافة من ولده أربعة ، فوقع ذلك ، فكان هشام آخرهم ) ! فقد أخفوا أن المحراب محراب النبي « صلى الله عليه وآله » وكذب ابن كثير فقال كأنه بال ! أي لم يبل ! ليجعلها كرامة إلهية لعبد الملك ، لأنه خاف من نفرة المسلمين من جعله بولاً في محراب النبي « صلى الله عليه وآله » ! ثم أفاض ابن كثير في مدح البولة الرابعة ! هشام بن عبد الملك فقال : ( وكان في خلافته حازم الرأي جمَّاعاً للأموال يبخل ، وكان ذكياً مدبراً له بصر بالأمور جليلها وحقيرها ! وكان فيه حلم وأناة ، شتم مرة رجلاً من الأشراف فقال : أتشتمني وأنت خليفة الله في الأرض ؟ فاستحيا وقال : إقتص مني بدلها أو قال بمثلها ، فقال : إذاً أكون سفيهاً مثلك ! قال فخذ عوضاً قال : لا أفعل ، قال : فاتركها لله ، قال : هي لله ثم لك . . . وكان هشام من أكره الناس لسفك الدماء ، ولقد دخل عليه من مقتل زيد بن علي وابنه يحيى أمر شديد ، وقال : وددت أني افتديتهما بجميع ما أملك ) !