معنى الأخذ بثأر الإمام الحسين « عليه السلام » تقدم من الطبري : 4 / 428 : قول المختار عندما قتل عمر بن سعد قاتل الحسين « عليه السلام » وابنه : ( هذا بحسين ، وهذا بعلي بن حسين ، ولا سواء ! والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله ! ) . وهذا يعني أن المقتول عند العرب عندما يكون عظيماً ، فلا بد أن يتناسب قصاصه مع مكانته . أما من ناحية شرعية لو شرك ألوف في دم مسلم حلَّ قصاصهم جميعاً به ، فكيف بابن بنت النبي « صلى الله عليه وآله » وسيد شباب أهل الجنة « عليه السلام » ؟ لذلك رضي الأئمة « عليهم السلام » بقتل نحو مئتين من قتلة الحسين وأهل بيته ، وأيدوا كل من نهض لذلك ، ودعوا له وشكروه . هذا بالمفهوم المتعارف للثأر ، لكن ثأر الحسين « عليه السلام » له مفهوم أعمق وأوسع في الإسلام ، لأن قتله تجسدت فيه ظلامة الأنبياء وأولاد الأنبياء « عليهم السلام » مع الفراعنة الطغاة في كل تاريخ الأرض ، فثأره لا يتحقق إلا بقتل الطغاة وتطهير الأرض منهم ، وإقامة دولة العدل الإلهي ، وهذا ما لا يتحقق إلا على يد الإمام المهدي حفيد الإمام الحسين « صلى الله عليه وآله » ، ولذا سمي الحسين ( ثأر الله ) في الأرض ، وسمي الإمام المهدي « عليه السلام » ( الآخذ بالثأر ) ، ففي كامل الزيارات / 63 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » في قوله تعالى : وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ، قال : ذلك قائم آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين « عليه السلام » ، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً . . . لم يكن ليصنع شيئاً يكون سرفاً . . . يقتل والله ذراري قتلة الحسين « عليه السلام » بفعال آبائها ) . أي الراضين بفعال آبائها ، التي تترحم على قتلة الحسين « عليه السلام » ! والذين قتلهم المختار كانوا مباشرين ، فهم جزءٌ من الثأر الشرعي .