وجعل أمرهم إليه ، وكان فيما وعظه في وصيته أن قال : يا بُنيَّ إن العقل رائد الروح ، والعلم رائد العقل ، والعقل ترجمان العلم ، واعلم أن العلم أتقى ، واللسان أكثر هذراً . واعلم يا بني أن صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين : إصلاح شأن المعاش ملءُ مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل ، لأن الإنسان لا يتغافل عن شئ إلا قد عرفه ففطن فيه . واعلم أن الساعات تذهب غمك ، وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى ، فإياك والأمل الطويل ، فكم من مؤمل أملاً لا يبلغه ، وجامع مال لا يأكله ، ومانع مال سوف يتركه ، ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه ، أصابه حراماً وورثه عدواً ، احتمل إصره وباء بوزره ، ذلك هو الخسران المبين ) . ( كفاية الأثر / 240 ) . ( أخرج سفطاً أو صندوقاً عنده فقال : يا محمد إحمل هذا الصندوق ، قال فحُمل بين أربعة . فلما توفي جاء إخوته يدَّعون ما في الصندوق فقالوا : أعطنا نصيبنا من الصندوق فقال : والله ما لكم فيه شئ ، ولو كان لكم فيه شئ ما دفعه إليَّ . وكان في الصندوق سلاح رسول الله « صلى الله عليه وآله » وكتبه ) . ( الكافي : 1 / 305 ، وإعلام الورى / 500 ) .