بأصحابه حتى وقف حذاء بن الزبير ، ووافى نجدة الحروري في أصحابه ومعه لواء فوقف خلفهما ، ووافت بنو أمية ومعهم لواء فوقفوا عن يسارهما ) . انتهى . ثم وصف ابن سعد وغيره توسط جبير بن مطعم أحد شخصيات مكة ، بين قادة القوات الأربعة للمحافظة على الهدوء والأمن في موسم الحج ، فقال : ( خفتُ الفتنة فمشيتُ إليهم جميعاً ، فجئت محمد بن علي في الشعب فقلت : يا أبا القاسم ، إتق الله فإنا في مشعر حرام وبلد حرام ، والناس وفد الله إلى هذا البيت فلا تفسد عليهم حجهم ! فقال : والله ما أريد ذلك وما أحول بين أحد وبين هذا البيت ، ولا يؤتى أحد من الحاج من قبلي ، ولكني رجل أدفع عن نفسي من ابن الزبير ! وما يريد مني ؟ وما أطلب هذا الأمر إلا أن لا يختلف عليَّ اثنان ! ولكن إئت بن الزبير فكلمه ، وعليك بنجدة فكلمه . قال محمد بن جبير : فجئت بن الزبير فكلمته بنحو مما كلمت به بن الحنفية فقال : أنا رجل قد اجتمع عليَّ وبايعني الناس ، وهؤلاء أهل خلاف ! فقلت : إنَّ خيراً لك الكفّ ، فقال : أفعل . ثم جئت نجدة الحروري فأجده في أصحابه وأجد عكرمة غلام ابن عباس عنده فقلت : استأذن لي على صاحبك ، قال فدخل فلم ينشب أن أذن لي فدخلت فعظَّمت عليه وكلمته بما كلمت به الرجلين ، فقال : أما أن أبتدئ أحداً بقتال فلا ، ولكن من بدأنا بقتال قاتلناه ! قلت : فإني رأيت الرجلين لا يريدان قتالك . ثم جئت شيعة بني أمية فكلمتهم بنحو مما كلمت به القوم فقالوا : نحن على لوائنا لا نقاتل أحداً إلا أن يقاتلنا ، فلم أر في تلك الألوية أسكن ولا أسلم دفعة من أصحاب بن الحنفية ) ! ( وتاريخ دمشق : 54 / 341 ، والطبري : 4 / 595 ، وسير الذهبي : 4 / 120 ) . وفي أخبار الدولة العباسية / 107 : ( فأقام معه أبو عبد الله الجدلي في الشعب مع أصحابه حتى قتل المختار ، فلما بلغه قتله سار حتى نزل أيلة ) .