جبانة السبيع ، وخرج زحر بن قيس الجعفي وإسحاق بن محمد بن الأشعث في جبانة كندة . . . قال وبعث المختار رسولاً من يومه يقال له عمرو بن توبة بالركض إلى إبراهيم بن الأشتر وهو بساباط : أن لا تضع كتابي من يدك حتى تقبل بجميع من معك إليَّ ! قال وبعث إليهم المختار في ذلك اليوم : أخبروني ما تريدون فإني صانع كل ما أحببتم ! قالوا : فإنا نريد أن تعتزلنا ، فإنك زعمت أن ابن الحنفية بعثك ولم يبعثك ) . انتهى . لقد فاوضهم المختار بسياسة ليكسب الوقت حتى يصل ابن الأشتر ، الذي قطع الطريق إلى الكوفة في يومين ، بينما وصلت استعدادات المعادين إلى أشدها ، فتولى إبراهيم حرب المضريين والمختار حرب اليمانيين : ( وجاءت البشرى إلى المختار من قبل إبراهيم بهزيمة مضر ، فبعث المختار البشرى من قبله إلى أحمر بن شميط ، وإلى ابن كامل ، فالناس على أحوالهم كل أهل سكة ، منهم قد أغنت ما يليها ) . ( الطبري : 4 / 533 ) . أقول : غلب على معركة المختار الأولى للسيطرة على الكوفة طابع المعركة لإسقاط النظام ، بينما كانت معركته الثانية خاصة ضد قتلة الحسين « عليه السلام » من أتباع بني أمية والمغالين فيهم ، وكان شعاره : ( يا لثارات الحسين « عليه السلام » ) . وقد حدث في قبيلة شبام من ربيعة وكانت مع الأمويين ، أن رئيسهم رفاعة بن شداد كانت عقيدته مع المختار فكان يسير بهم يقدم رجلاً ويؤخر أخرى ! فصاح أحدهم بشعار ( يا لثارات عثمان ) في مقابل شعار أنصار المختار ( يا لثارات الحسين ) ! فانتفض رفاعة « رحمه الله » وخالف عشيرته حتى قاتلهم وقتل بسيوفهم ! قال الطبري : 4 / 523 : ( ودخل الناس الجبانة في آثارهم وهم ينادون يا لثارات الحسين ، فأجابهم أصحاب ابن شميط يا لثارات الحسين ، فسمعها يزيد بن