وأدار المعركة قائدهم الأسدي وهو مريض فانتصر عليهم ، ومات بعد أن نصب مكانه ورقاء بن عازب الأسدي ، وكان ضعيفاً فبلغه خبر تحرك جيش ابن زياد في ثمانين ألفاً فأمرهم بالرجوع : ( قالوا فإنك نعمَّا رأيت ، انصرف رحمك الله فانصرف ، فبلغ منصرفهم ذلك المختار وأهل الكوفة فأوجف الناس . . . أن يزيد بن أنس هلك ، وأن الناس هزموا . . . فدعا المختار إبراهيم بن الأشتر فعقد له على سبعة آلاف رجل ، ثم قال له : سر حتى إذا أنت لقيت جيش ابن أنس فارددهم معك ، ثم سر حتى تلقى عدوك فتناجزهم ، فخرج إبراهيم ، فوضع عسكره بحمام أعين ) . ابن الأشتر يرجع من طريقه لمعالجة وضع الكوفة توجه إبراهيم نحو الموصل ، لكن بقايا النظام الأموي أشاعوا أن يزيد بن أنس مات ، وجيش المختار انهزم بسوء تدبير المختار ! فاجتمع أشراف الكوفة حسب تعبيرهم بقيادة قَتَلَة الحسين « عليه السلام » وأتباع بني أمية ! قال الطبري : 4 / 518 : ( جاء شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن ومحمد بن الأشعث وعبد الرحمن بن سعيد بن قيس ، حتى دخلوا على كعب بن أبي كعب الخثعمي ، فتكلم شبث فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أخبره باجتماع رأيهم على قتال المختار ، وسأله أن يجيبهم إلى ذلك وقال : فيما يعتب المختار ! إنه تأمَّر علينا بغير رضى منا . . . وزعم أن ابن الحنفية بعثه إلينا وقد علمنا أن ابن الحنفية لم يفعل ، وأطعم موالينا فيأنا وأخذ عبيدنا فحَرَبَ بهم يتامانا وأراملنا ، وأظهر هو وسبأيته البراءة من أسلافنا الصالحين . . . وقالوا انتظروا حتى يذهب عنه إبراهيم بن الأشتر ! قال : فأمْهَلوا حتى إذا بلغ ابن الأشتر ساباط وثبوا بالمختار ! قال فخرج عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني في همدان في