بني إفعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله . وإن شتمك رجل عن يمينك ، ثم تحول إلى يسارك فاعتذر إليك ، فاقبل عذره ) . ( مسائل علي بن جعفر / 342 ) . وكان « عليه السلام » يداري حتى عدوه ، قال سفيان بن عيينة : ( قلت للزهري : لقيت علي بن الحسين ؟ قال : نعم لقيته وما لقيت أحداً أفضل منه والله ! ما علمت له صديقاً في السر ولا عدواً في العلانية ! فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال : لأني لم أر أحداً وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده ، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه ) . ( علل الشرائع : 1 / 230 ، ووسائل الشيعة : 8 / 548 ) . وقد جعل « عليه السلام » حسن التعامل مع الناس من شروط نيل رضا الله تعالى ، قال : ( أربعٌ من كنَّ فيه كمل إيمانه ومُحِّصَتْ عنه ذنوبه ولقيَ ربه وهو عنه راض : من وفى لله بما يجعل على نفسه للناس ، وصدَق لسانه مع الناس ، واستحيا من كل قبيح عند الله وعند الناس ، ويُحَسِّن خلقه مع أهله ) . ( المحاسن : 1 / 8 ) . وله حديث عن جده « صلى الله عليه وآله » يجعل الصدق مع الناس والأمانة على حقوقهم شرطاً لصلاة الإنسان وصومه وعبادته ! رواه الصدوق في أماليه / 379 ، عنه « عليه السلام » : ( عن سيد شباب أهل الجنة الحسين ، عن سيد الأوصياء علي « عليه السلام » عن سيد الأنبياء محمد « صلى الله عليه وآله » قال : لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف ، وطنطنتهم بالليل ! أنظروا إلى : صدق الحديث وأداء الأمانة ) . والعيون : 1 / 55 . وقد تعلَّم « عليه السلام » العفو عن الناس من قوله تعالى : فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ، ففسره بأنه : العفو من غير عتاب ! ( أمالي الصدوق / 416 ) . ووصف الطبري : 5 / 217 ، دهشة والي المدينة المعزول هشام بن إسماعيل المخزومي الذي كان يؤذي الإمام « عليه السلام » أذى شديداً ، فغضب عليه الوليد بن عبد