وقد سار الأئمة بعد الصادق « عليهم السلام » على خطه ، فكانوا يرعون هذا الوجود المتكامل ، كلٌّ بما يقتضيه عصره ، لكنَّ عملهم سقيٌ لنفس البستان ، وتأصيل لنفس الخط والأهداف ، حتى يأتي الإمام المهدي ببرنامجه « عج الله تعالي فرجه الشريف » الرباني . 2 - رغم الظروف كان الإمام « عليه السلام » يجهَر بالتشيع ويُعْلي صرحه ! الإمام زين العابدين « عليه السلام » بقية السيف من موجة الإبادة الأموية لأهل البيت « عليه السلام » ، وما تلاها من طغيان واضطهاد لهم وشيعتهم ، حتى جعلوا شتم علي « عليه السلام » ولعنه فريضة على منابر المسلمين ! ومع أنه « عليه السلام » كان يستعمل معهم المداراة والتقية وكانت له معهم علاقات واسعة ، لكنه استطاع بأسلوبه أن يجهر بالحق كله ، ويُعْلي صَرْحَ التشيع ! أ - كان ملتزماً بالأذان بحيَّ على خير العمل ، ولعله هو الذي أقنع عبد الله بن عمر فكان يؤذن بها ويقول هو الأذان الأول ! وقد صححوه عنه . ( نيل الأوطار : 2 / 19 ) . ب - وكان يصلي على تربة كربلاء : ( كان له خريطة فيها تربة الحسين « عليه السلام » وكان لا يسجد إلا على التراب ) . ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 290 ، عن المصباح ، وفيه عن الصادق « عليه السلام » ، والسجود على تربة كربلاء مروي عن عدد من الأئمة « عليهم السلام » . ج - وكان يجهر بأن أهل البيت النبوي أفضل من آل إبراهيم « عليهم السلام » ، وأن ولايتهم والبراءة من أعدائهم فريضة لا يقبل الله عملاً إلا بها ! فقد سأله رجل عن الصلاة : ما سبب قبولها ؟ قال : ( ولايتنا والبراءة من أعدائنا ) . ( الإحتجاج : 3 / 274 ) . ويروي للناس قول النبي « صلى الله عليه وآله » : ( ما بال أقوام إذا ذ كر عندهم آل إبراهيم فرحوا واستبشروا ، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم ؟ ! والذي نفس محمد بيده لو أن عبداً جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبياً ، ما قبل الله ذلك منه