السبع روايات وهي بين ضعيف لا يعول عليه ، وموثق حسب اصطلاح علماء الإمامية في تصنيف الأحاديث وصحيح قابليْن للتأويل ولا يدلان على الإرتداد عن الدين والخروج عن الإسلام بل يرميان إلى أمر آخر . . . ) . انتهى . أقول : الجواب على إشكالهم بأن القول بانحراف أكثر الصحابة يعني عدم نجاح النبي « صلى الله عليه وآله » في دعوته ، بالقول : إن الاستجابة ليست ميزان نجاج الأنبياء « عليهم السلام » وإلا يلزم القول إن الله تعالى لم ينجح في خلقه ! لأنه قال : وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) ( يوسف : 106 ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ) ( الشعراء : 67 ) فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ ) ( الروم : 42 ) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) ( يّس : 7 ) وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) ( سبأ : 13 ) فالصحيح أن الإشكال لا يرد حتى لو لم يستجب للنبي « صلى الله عليه وآله » إلا شخص واحد لصريح آية انحراف الأمم بعد الرسل « عليهم السلام » وأحاديث انحراف أكثرية الصحابة الصحيحة عند الطرفين وأنه لا ينجو منهم إلا مثل همل النعم ، فلا يصح القول : ( شرذمة قليلة من الصحابة زلت أقدامهم وانحرفوا . . . ولعل عدد المنحرفين غير المنافقين لا يتجاوز العشرة إلا بقليل ) ! وغرضنا هنا : أن نفس الحالة أصابت الأمة بعد قتل الحسين « عليه السلام » ، فأخذتها موجة الخوف والإستخذاء والسكوت ، ولم يبق منها إلا أفراد بدأ بهم الإمام زين العابدين « عليه السلام » بتكوين المجتمع الشيعي ، ثم التحق بهم الناس وتكاثروا . ولذا استعمل الإمام الصادق « عليه السلام » نفس التعبير عن حالة الأمة بعد النبي « صلى الله عليه وآله » وبعد الحسين « عليه السلام » فقال : ( ارتد الناس بعد الحسين « عليه السلام » إلا ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم ، ثم إن الناس لحقوا وكثروا وكان يحيى بن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله « صلى الله عليه وآله » ويقول : كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ