في مقابل الزهراء وأمها خديجة « صلى الله عليه وآله » ، كما ضخموا شخصيات قرشية من رجالهم بحجة أنهم صحابة ورفعوهم في مقابل شخصيات عترة النبي وآله « صلى الله عليه وآله » . ومما يوجب الشك في مدح النبي « صلى الله عليه وآله » المزعوم لشخصيات السلطة من النساء والرجال أنه لم يروه إلا نفس الممدوحين ، بينما روى الجميع المديح النبوي للصديقة الزهراء والعترة « عليهم السلام » ، وأن النبي « صلى الله عليه وآله » جعلهم وصيته الملزمة للأمة كالقرآن حرفاً بحرف ! وهو موضوع مهم لا يتسع المجال للإفاضة فيه . وثالثها ، أن هبَّار بن الأسود الذي أرعب بنت النبي « صلى الله عليه وآله » فأسقطت جنينها ومنعها من الهجرة , قد هدر النبي « صلى الله عليه وآله » دمه ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة ! فمن باب أولى أن يثبت هذا الحكم لمن أرعب فاطمة « عليها السلام » فأسقطت جنينها ! ورابعها ، أن عروة وقع في التناقض والاضطراب ! فقد أظهر تعظيمه للصديقة الطاهرة الزهراء « عليها السلام » لأن مقامها الرباني العظيم مجمعٌ عليه عند المسلمين ، ومن ينكره فهو مكذبٌ للنبي « صلى الله عليه وآله » أي كافر ! ومن جهة ثانية عاهد الإمام « عليه السلام » على أن لا يروي هذا الحديث بعدها أبداً ! ومن جهة ثالثة لم يكذب الحديث لأنه يعني تكذيب خالته عائشة ! بل اعتذر عنها بأن النبي « صلى الله عليه وآله » عبَّر عن زينب بأنها ابنته قبل نزول آية تحريم التبني ووجوب نسبة الولد إلى أبيه دون متبنيه ! قال عروة : ( وإنما كان هذا قبل نزول آية : أدْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ ) ! ومعناه أنه بعد نزول الآية فإن النبي « صلى الله عليه وآله » لم ينسب زينب إليه بعد ذلك ، ولم يقل ابنتي أبداً ! وهذا نصٌّ من عروة على أن زينب ربيبة النبي « صلى الله عليه وآله » وليست ابنته وهو يؤيد أنها كانت ابنة أخت خديجة « عليها السلام » رباها النبي « صلى الله عليه وآله » وتبناها كما روي . وذهب الباحث السيد جعفر مرتضى إلى أن زينب وأخواتها ربائب للنبي « صلى الله عليه وآله »