الله أما علمتَ أن الله إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ ! فقال له علي بن الحسين « عليه السلام » : يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله « صلى الله عليه وآله » قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولم يدع الإجتهاد ! وقد تعبد بأبي هو وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم ، فقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبداً شكوراً ! فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين وأنه ليس يغني قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد ، قال له : يا بن رسول الله ، البُقْيَا على نفسك فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء وتكشف اللأواء وبهم تستمطر السماء . فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج آبائي حتى ألقاه ! فأقبل جابر على من حضر وقال : والله ما رؤي من أولاد الأنبياء « عليهم السلام » مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ! والله لَذُرِّية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ! إن منه لمن يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ) . ومناقب آل أبي طالب : 3 / 289 ، وبشارة المصطفى / 113 . كما سجلوا من روائع أخلاق الإمام « عليه السلام » مع الله تعالى ، فقد كان مريضاً وسأله أبوه : ما تشتهي ؟ فقال : أشتهي أن أكون ممن لا أقترح على الله ربي ما يدبره لي ! فقال له : أحسنت ، ضاهيت إبراهيم الخليل « عليه السلام » حيث قال له جبرئيل : هل من حاجة ؟ فقال : لا أقترح على ربي ، بل حسبي الله ونعم الوكيل ) . ( الدعوات / 168 ) . وأنه كان يجلُّ ربه تعالى أن يحلف به ، ولذا أفتى فقهاؤنا بكراهة اليمين الصادقة ، قال في جواهر الكلام : 35 / 341 : ( بل يستحب عدم الحلف على العظيم من المال أيضاً بقصد الإجلال والتعظيم لقول النبي « صلى الله عليه وآله » : مَنْ أجَلَّ اللهَ أن